فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ناقش برنامج المسار الذي يبث عبر "شبكة قُدس الإخبارية" في حلقته الجديدة، قضية استمرار الحصار على قطاع غزة، خاصة بعد معركة سيف القدس التي خاضتها فصائل المقاومة نصرة للقدس المحتلة وتزامنا مع هبة شعبية عمت أرجاء فلسطين، وسط عدم اتضاح تفاصيل عملية إعادة الإعمار وفك الحصار.
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم، إن تداعيات معركة سيف القدس لا تزال تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية وكذلك لدى الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الانطباعات التي كان يرسمها الاحتلال قبل المعركة.
وأوضح، أن المعركة انطلقت نصرة للقدس والمسجد الأقصى، حيث تتم مراجعة الكثير من المخططات الإسرائيلية ويتم الوقوف عندها بشكل جدي خوفا من أن تتدحرج الأمور إلى ما جرى في مايو 2021.
ويرى نعيم، أن "هذه المعركة على المستوى العسكري والأمني شكلت حالة ردع واضحة وقوية أمام الاحتلال من أن يفكر في خطوات مشابهة، وهذا ما زال مستمرا حتى اليوم، وهو لا ينفي استمرار وحشية المخططات الاستيطانية أو إزالتها عن الطاولة، ولكن التفكير في أي إجراء يعاد حسابه، خاصة وأن هناك بعض التدخلات الدولية والأممية تحذر الاحتلال من التمادي خوفا من انفجار الأوضاع من جديد على غرار سيف القدس.
وقال القيادي في حماس، إن المعركة لا نزال نرى تداعياتها على مستوى الفعل الميداني العسكري، بأن استسهال العدوان على القطاع أو استفزاز فصائل المقاومة قبل سيف القدس ليس كما بعدها، واليوم الاحتلال يعلم أن غزة لديها طرقها لإيصال رسالتها إلى الاحتلال، كما أن المعركة أحدثت نصرا ميدانيا عسكريا في اتجاه الردع الأمني والعسكري فيما يخص العدوان على قطاع غزة.
وفي ما يخص الحصار المفروض على قطاع غزة، أردف: من حق شعبنا المكتسب العيش بحرية وكرامة، ونحن كنا نطالب دائما برفع الحصار فورا ودون شروط، لأنه حصار ظالم وجائر في الوقت الذي يفرض فيه كعقاب جماعي على أكثر من 2 مليون فلسطيني.
وأضاف: لم يتحقق الهدف بالكامل، ولكن رغم اتفاق التهدئة الذي نص على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مايو 2021، إلا أن هناك تقدما ملموسا في خطوات متعددة سواء من حيث التسهيلات أو الحراك مع المصريين وحركة التجارة والعمال ومساحة الصيد وغيرها وموضوع الإعمار، لكن هذا لا يلبي طموحات شعبنا.
وأشار، إلى أن "الحصار عقوبة جماعية، وتمثل توحشا صهيونيا تجاه 2 مليون فلسطيني، ولغزة ظروف استثنائية كونها تمتلك ما هو أكثر إزعاجا وأكثر ردعا للاحتلال وهو الإرادة الوطنية للمقاومة المسلحة."
وأكد: كل المؤشرات تسير لصالح المقاومة وليس العكس، نحن لم ننجز مهمتنا النهائية بإنهاء الاحتلال ولكن نؤكد أن الأمور تسير لصالح المقاومة.
وأوضح، أن لا أحد يتحدث على الإطلاق عن نزع سلاح المقاومة أو وقف المقاومة، لان الموضوع غير مسموح النقاش فيه، وموضوع تحسين الأوضاع في غزة غير مرتبط بصفقة أسرى، كما أن غزة لن تقبل الانفصال عن بقية المكونات الفلسطينية، لذلك الحديث يدور حول هدوء وأمن نسبي مقابل تحسين الظروف وهو ما رفضته المقاومة، لأن الحياة الكريمة لـ 2 مليون فلسطيني حق مكتسب.
وبحسب نعيم، فإن "الانقسام السياسي كارثة حلت على الشعب الفلسطيني ورغم ذلك، أعتقد أننا تمكنا من تحقيق العديد من الإنجازات على المستوى الميداني والسياسي العام، في الحفاظ على بوصلة المشروع الوطني في الاتجاه الصحيح، وهذه الإنجازات لو كانت هناك قيادة سياسية موحدة لكانت تضاعفت، ولتمكنا من تحقيق العديد من الإنجازات المتطلع إليها، ولكن ما حققناه أعاقته حالة الانقسام، فلا يمكننا التحدث للعالم بقيادتين، ونحن فشلنا كفلسطينيين في أن نصل إلى تشكيل يمكن أن يقود الشعب الفلسطيني ويقوم بالمراجعة المطلوبة لكل الحالة الفلسطينية". مشيرا إلى أن الكارثة التي حلت بالفلسطينيين ليست بعد حصار غزة والانقسام وغنما منذ اتفاق أوسلو.
وأردف: فشلنا كفلسطينيين في التوافق على شكل للقيادة والمؤسسة ومراجعة الأداء السياسي، وكان فالخيار الثاني، يتمثل بالذهاب إلى إجراء الانتخابات الشاملة وليست الانتقائية أو المجتزأة، لنترك القرار للشعب، ولكن تم تعطيلها بقرار من الرئيس عباس. واعتبر أن إلغاء الانتخابات جاء نتيجة التفرد والهيمنة.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني خليل، إن الاحتلال يسعى لاستغلال التسهيلات وإعادة إعمار قطاع غزة كورقة يفاوض بها المقاومة.
وأضاف خليل، أن معركة سيف القدس خلقت العديد من الوقائع، وشكلت وعيا جديدا لدى الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.
وأوضح، أن الوعي الجديد الذي تشكل بفعل سيف القدس، مرتبط بعودة الفلسطينيين لأرضهم وحقهم التاريخي بإمكانية تحقيق هذه العودة والتحرير الذي كانوا يصبون إليه ويحلمون به.
ويرى خليل، أن معركة الوعي أعطت مؤشرات كبيرة للاحتلال، بأنه يجب أن يجهز جواز سفره الحقيقي للعودة من المكان الذي جاء منه.
وأكد، أن معركة مايو 2021، أظهرت تكامل الجبهات على الأرض الفلسطينية، حيث لم تقتصر المعركة على قطاع غزة وإنما امتدت لكامل أماكن تواجد الفلسطينيين، وكانت معركة الكل الفلسطيني، وأظهرت وحدة الاشتباك مع الاحتلال.
وأشار القيادي في الجبهة الشعبية، إلى أن الواقع الفلسطيني هو واقع منقسم سياسيا، ولكن الميدان والمعركة وحّدا الشعب الفلسطيني، على الرغم من استمرار الانقسام.
وأردف: لا توجد هناك هيئة أو مؤسسة أو قيادة موحدة، تستطيع أن تنظم العلاقة بين كافة الجبهات، ولكن هناك اجتهادات من قوى المقاومة الفلسطينية، لكنها لا تعطي الشكل السليم لسيرورة الأمور، فوجود منظومة وقيادة واحدة تقود الشعب الفلسطيني ومقاومته أهم ما يجب أن يتجلى عن معركة سيف القدس، بأن تتحول الوحدة الميدانية إلى وحدة سياسية، "وكنا نأمل أن تثمر هذه المعركة عن جهد وحوار فلسطيني سياسي داخلي ولم الشمل الفلسطيني".
وحول مساعي عزل غزة، قال: الفصائل متنبهة لفكرة عزل غزة عن محيطها الفلسطيني، وفي زيارات الوفد المصري الأخيرة كان هناك حديث عن الأسرى والأوضاع في الضفة والقدس، ولن تكون غزة معزولة عن عمقها الفلسطيني بأي حال من الأحوال، وهو ما يسعى إليه الاحتلال بأن يبقي غزة معزولة ويستمر في تنفيذ مخططاته في الأرض الفلسطينية ويستكمل عملية التصفية والتهويد للقدس والضفة الغربية، وهذا الأمر لن يحدث.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله إن هناك عدة عوامل تعيق الاستثمار السياسي بمعركة سيف القدس أهمها الانقسام الفلسطيني والظروف والمناخات المحيطة.
وأضاف عطاالله، أن غزة تاريخيا حملت على ظهرها إرث الحركة الوطنية، والإسرائيلي عندما احتل فلسطين التاريخية أقام دولته على مناطق الساحل باستثناء غزة.
ويرى عطاالله، أن "إسرائيل" تحاول كيّ الوعي الفلسطيني وطرد غزة خارج هذا الصراع القائم، ولكن في الحقيقة غزة تشكل أزمة وجودية للاحتلال الإسرائيلي وتمنعه من تحقيق أحد أهدافه الاستراتيجية.
وأكد، أن كل ما يحدث في قطاع غزة، هو محاولة لإخراجها من الصراع ، في الوقت الذي تحمل فيه المسؤولية التاريخية بالقتال من أجل كل فلسطين.
وقال: غزة تخرّج مقاومين بإرادة عالية، وما يحدث أن "إسرائيل" تريد كي الوعي واستغلت سيطرة حماس على القطاع وأصبحت تعتبر أن من حقها أن تشن حروب وقتما تشاء على القطاع بعد تصنيف الحركة وجر العالم إلى وسمها بالإرهابية، كما أن الاحتلال يعمل على فصل القطاع عن باقي الأرض الفلسطينية.
وأردف: "إسرائيل" تعمل على محاولة نزع الوطنية من قطاع غزة وتطبخ غزة على نار هادئة وتريد إخراجها من الصراع وتجريدها من السلاح وتخضع قطاع غزة إلى شروط الأمن الإسرائيلي وهو هاجس إسرائيلي لن يتحقق.
ويرى المحلل السياسي، "أن المعركة الأخيرة كانت عظيمة لأن الأداء الميداني للشباب الفلسطيني كان على أكمل وجه، لكن الاستثمار السياسي لدينا مشكلة في فهمه".
وأوضح: هناك عدة عوامل لفشل ومنع الاستثمار السياسي بالمعركة الأخيرة، الأول غياب وجود قيادة فلسطينية موحدة، وحالة الانقسام، والظروف والمناخات المحيطة. مطالبا الفصائل والقوى بالتفكير في كيفية بناء نظام سياسي فلسطيني واحد.
واعتبر أن الضغط والتهديد مهم، لأن من يخاف من الضغط بالدرجة الأولى؛ الولايات المتحدة حليفة الاحتلال، التي تعتقد أن الظرف سيؤدي إلى الانفجار.